كامان ويونس: "إعادة التوطين" فرصة للبدء من جديد في التعليم والعمل
كامان ويونس: "إعادة التوطين" فرصة للبدء من جديد في التعليم والعمل
في ذروة الحرب الأهلية التي هزّت جنوب السودان بين عامي 2011 و2016، أجبرت عدة عائلات على الفرار من المناطق المتضررة، ومن بينهم بيتر كامان البالغ من العمر 24 عاما.
فقد كامان والده في الحرب المدمرة في مسقط رأسه (بيبور) وانفصل عن والدته وإخوته الأربعة، وكانت هذه آخر ذكرى له عنهم لأن الجهود المبذولة لتعقب مكان وجودهم لم تثمر حتى الآن".
يقول كامان وهو يمسح عينيه من الحنين إلى الأيام التي قضاها مع العائلة: "لقد مررت بالكثير.. فقدان العائلة ورؤية الجثث عندما تكون مجرد طفل، يمكن أن يكون الأمر صعبا للغاية"
في عام 2015، فر كامان مع ابن عمه من جنوب السودان إلى كينيا حيث وجدا نفسيهما في نيروبي، العاصمة الكينية، بعد السفر لمدة أربعة أيام برا.
يقول: "ابن عمي، الذي أقام في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا من قبل، كان لديه صديق في نيروبي اختارنا واستضافنا".
ومثل كامان، أصبح يونس، البالغ من العمر 40 عاما، لاجئا في كينيا منذ تسع سنوات، بعد فراره من الاضطهاد في إثيوبيا.
والآن، أصبح كل من كامان ويونس من بين 57 لاجئا أعيد توطينهم في الولايات المتحدة من قبل المنظمة الدولية للهجرة بدعم من برنامج قبول اللاجئين التابع للحكومة الأمريكية في فبراير 2023.
يقول كامان إنه مع إعادة التوطين في الولايات المتحدة، يمكنه الآن تحقيق حلمه في دراسة القانون: "أنا متحمس للغاية.. الآن أستطيع أن أجرؤ على الحلم.. لطالما كانت الحياة صعبة للغاية.. عندما أصل إلى الولايات المتحدة، أريد أن أدرس القانون".
ومن ناحية أخرى، يقول يونس إنه تقدم بطلب لإعادة التوطين في الولايات المتحدة لتأمين حياة أفضل والمساعدة في إعالة أسرته في الوطن، انتقلت والدته إلى الولايات المتحدة منذ بضع سنوات، وهو يتطلع إلى لمّ شمله معها.
ويضيف: "أنا سعيد حقا بالانتقال إلى الولايات المتحدة، آمل في الولايات المتحدة -إذا عملت بجد- أن أتمكن من الحصول على فرص عمل لم أتمكن من الحصول عليها من قبل وجلب بقية أفراد عائلتي من إثيوبيا".
تقول المنظمة الدولية للهجرة إن اللاجئين من جمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والصومال والسودان وجنوب السودان، الذين يعاد توطينهم في الولايات المتحدة، تمت استضافتهم جميعا في كينيا لسنوات وكانوا ينتظرون فرصة إعادة توطينهم، وبعضهم لسنوات عديدة.
وبموجب برنامج USRAP، يتم دعم اللاجئين مثل يونس وكامان من خلال معالجة الحالات والتقييمات الطبية والصحية والتوجيه الثقافي وترتيبات السفر.
وساعدت المنظمة الدولية للهجرة بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والكنيسة للخدمات العالمية، وهي منظمة دينية، وشركاء إعادة التوطين الآخرين في إعادة توطين أكثر من 135198 لاجئا من شرق إفريقيا والقرن الإفريقي منذ عام 2019 وأكثر من 325 ألف لاجئ من جميع أنحاء إفريقيا منذ عام 1990 من خلال برنامج USRAP.
وأوضحت المنظمة، أن إطلاق “فيلق الترحيب”، وهو برنامج جديد لوزارة الخارجية الأمريكية لتمكين الأمريكيين العاديين من رعاية اللاجئين الذين يصلون والترحيب بهم من خلال برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، يسمح للمواطنين العاديين بدعم إعادة توطين اللاجئين عندما يبدؤون في بناء حياتهم الجديدة في الولايات المتحدة.
وشددت على أن إعادة توطين اللاجئين لا تزال عنصرا مهما في عمل المنظمة الدولية للهجرة في دعمها للنازحين في المنطقة.
وفي كل عام، يجبر مئات الآلاف من اللاجئين في منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي على الفرار من بلدانهم بحثا عن الأمان، يفرون من الصراع والعنف وعدم الاستقرار السياسي والاضطهاد.
وهناك أكثر من 4.9 مليون لاجئ في المنطقة اعتبارا من يونيو 2022، وتتوقع وكالات الإغاثة وصول أكثر من 120 ألف لاجئ إلى مخيم داداب للاجئين المترامي الأطراف في كينيا في عام 2023 وحده.